في أجواء احتفالية رائعة أسدل الستار مساء اليوم السبت في الملعب الأولومبي بنواكشوط على النسخة الخامسة من بطولة شلانج ولد عباس التي تنظم سنويا باسم المؤسسات المدرسية في موريتانيا برعاية مالية من طرف رجل الأعمال الشهير مولاي ولد عباس نجل المرحوم الذي تحمل البطولة اسمه منذ تأسيسها وهو سيدي محمد ولد عباس.
واستطاع فريق ثانوية الميناء أن يتوج باللقب لأول مرة منذ انطلاقتها على حساب نظيره فريق ثانوية لعيون الممثل لولايات الشرق وذلك بركلات الترجيح (5-3) بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بين الفريقين 1-1.
وكان فريق الميناء هو الطرف الأفضل هجوميا في مطلع الشوط الأول من المباراة حيث قاد لاعبوه عدة هجمات منسقة لكنها اصطدمت ببسالة دفاعية محكمة من الخط الخلفي لفريق لعيون.
ولم يقبل مهاجمو الفريق القادم من الشرق الموريتاني أن ينتهي الشوط الأول قبل أن يتركوا فيه بصماتهم، حيث كاد مهاجم الفريق أن يباغت دفاع الميناء بهدف التقدم في الربع الأخير من الشوط الأول بعد أن انفرد بحارس الميناء لكن الأخير تصدى لتلك المحاولة وأبعدها إلى ركنية هي الأولى لفريق لعيون في الشوط الأول مقابل ثلاث ركنيات للميناء، ليصفر الحكم نهاية النصف الأول من المباراة بذات النتيجة البيضاء التي بدأ بها اللقاء صفر مقابل صفر.
وفي الشوط الثاني كان واضحا منذ البداية أن الكفة بدأت تميل لصالح القادمين من الشرق حيث تحسنت محاولاتهم الهجومية، التي ما لبثت أن أسفرت إحداها عن هدف التقدم بعد 14 دقيقة على انطلاق الشوط الثاني، وبعد تسجيل هذا الهدف كان القلق واضحا على لاعبي فريق الميناء خشية تعزيزه بهدف ثانٍ من فريق لعيون، خاصة مع وجود الخلخلة الدفاعية التي يعاني منها قلب دفاع الفريق، لكن كل محاولات لعيون لتعزيز النتيجة تم إجهاضها بفضل حارس الميناء وتحسن أداء زملائه في الدفاع.
ولأن هدفا واحدا ليس نتيجة حاسمة في كرة القدم، فقد تمكن فريق ثانوية الميناء من تسجيل هدف التعادل قبيل نهاية الشوط الثاني بدقائق، ليعلن عن عودة المباراة إلى نقطة الصفر من جديد.
وفي الشوطين الإضافيين لم يطرأ جديد على نتيجة التعادل مما جعل الفريقين يحتكمان لضربات الترجيح التي ابتسمت أخيرا لأبناء الميناء بنتيجة 5-3 مانحة إياهم لقبا غاليا لا يعكر صفو الاحتفال به سوى الحزن الذي بدا واضحا على محيى كل من أبناء لعيون الذين اغتالت ركلات الترجيح حلمهم بحمل الكأس إلى أقصى الشرق، ليبرهنوا أن كرة القدم لا تؤمن بالبعد عن المدن الكبرى وإنما هي لعبة تنصف من ينصفها لكنها بالتأكيد لا تحكمها قواعد العدالة.
وهكذا تمكن أبناء الميناء من الحصول على هذا اللقب الذي سيضيف لخزينة مؤسستهم مبلغا ماليا كبيرا لا شك أنها ستكون في أمس الحاجة إليه لاستخدامه في تطوير البنية التحتية لمؤسستهم مثلما درجت إدارات المؤسسات الفائزة باللقب سابقا على فعل ذلك.
وكانت اللحظات الأولى قبيل انطلاق المباراة قد شهدت أجواء احتفالية جميلة تخللتها أغاني شعبية وأخرى عالمية تفاعل معها الجمهور الغفير الذي حضر اللقاء بشكل كبير، قبل أن يختتم المشهد بإنزال مظلي رائع من مروحية كانت تحوم فوق أرض الملعب وسط تصفيق حار من الجمهور الكبير الذي تعود على حضور هذه المناسبة سنويا ومن دون تذاكر، حيث دأبت الجهات المنظمة لهذه البطولة على جعل كافة نشاطاتها مفتوحة مجانا أمام الجمهور، وهي نقطة زادت بشكل كبير من شعبية هذه البطولة التي وصفها يوما أحد الرياضيين الموريتانيين بأنها أهم من الدوري الموريتاني الممتاز.
وبعد تتويج الفريق الفائز باللقب كان الحضور على موعد مع سهرة فنية أحياها فنانون كبار احتفالا بالنسخة الخامسة من البطولة، وسط حضور رسمي ملحوظ لرجال السياسة وبعض الشخصيات الاعتبارية الكبيرة محليا وعالميا.
وكان موقع كووورة قد سجل حضورا كبيرا لهذا النهائي حيث حضر لتغطية هذا اللقاء فريق كبير من أعضاء كووورة موريتانية بهدف تصوير وتسجيل كل حيثيات هذا الحدث ونقلها لزوار موقع ومنتديات كووورة بطريقة شاملة وموضوعية، وللراغبين في تفاصيل أكثر ورؤية بقية الصور فإننا ندعوهم لزيارة منتدى كووورة موريتانية حيث يعكف الإخوة الآن على إعداد ملف متكامل عن عن هذا النهائي الكبير.
لقطة من المباراة، الميناء باللون الأزرق ولعيون باللون الأصفر |
جانب من الجمهور الذي حضر النهائي |
صورة تظهر المظليين قبيل نزولهم على أرضية الملعب |